يعتبر التنوع من أهم المعايير التي تراعيها المؤسسات الإعلامية بشكل عام والإخبارية منها بشكل خاص، وأهم العوامل في اختيار الضيوف هي “ما الذي يؤهله للكلام؟” و “هل لديه جديد يقدمه؟”. أما التوغل في البحث واستخراج كل ما هو جديد، فهو العمود الفقري للمواد التي تخدم الأخبار، من تقارير وبرامج وثائقية وحوارية.
إن إعادة استخدام المواد والضيوف الذين تقدمهم القنوات المنافسة هو بحد ذاته أمر لا يسر أي هيئة تحرير بشكل عام، ولكن في حالات معينة قد يكون مقبولا أن تكون الثاني أو الثالث في استضافة شخصية لها ثقل استثنائي في مجال السياسة أو الثقافة أو أي مجال من مجالات الحياة.
ولكن الحالة التي نتاولها اليوم هي حالة رصدناها على قناة سكاي نيوز عربية التي عرضت إعلانا ترويجيا لحلقات خاصة من برنامج “حديث العرب” مع الكاتب السوري “فراس السواح”، وهو الضيف نفسه الذي ظهر قبل خمسة اشهر فقط في برنامج “السؤال الصعب” على القناة نفسها.
وقد كان واضحا من الإعلان الترويجي أن الحلقات الجديدة ستجتر كل ما قاله الأستاذ السواح في “السؤال الصعب”، من تشكيك بالنصوص الدينية والتاريخ العربي والإسلامي بشكل عام وإرجاع كل الأديان لمنبع واحد، وهي محاور سبق وأن قالها وكتبها عشرات وربما مئات المرات فما الذي يجعلها أهلا للإعادة مرة أخرى؟
وعليه، فإنه من غير المستحسن أن يتكرر ظهور نفس الضيف على برنامجين في نفس القناة خلال أشهر قليلة ليكرر نفس الأفكار، حيث أن الأستاذ السواح باحث، وبغض النظر عن اتفاقنا معه من عدمه، فالباحث لا يتوفر له شيء جديد كل يوم كالسياسي أو الرياضي أو الاقتصادي.
الخلاصة، أن الوطن العربي ملئ بالباحثين والدارسين والأدباء وأساتذة الجامعات في شتى المجالات، فما الداعي لتكرار نفس الضيف مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة! ألا يجدر بأي صحفي وإعلامي أن يسعى للسبق خاصة وإن توفرت له الإمكانات المادية واللوجستية المتوفرة للوسائل الإعلامية الخليجية بشكل عام!
