الخميس, سبتمبر 19, 2024
الرئيسيةصحافةصحافة مرئيةإخفاقات في تعامل القنوات العربية مع الضيوف

إخفاقات في تعامل القنوات العربية مع الضيوف

من الملاحظ أن بعض مقدمي برامج القنوات التلفزيونية العربية أو الناطقة بالعربية يتعاملون مع الضيوف بطريقة تتجاهل المعايير المهنية التي من المؤكد أنهم يعرفونها ولو اتبعوها ربما لأضاف ذلك ثقلا نوعيا لبرامجهم.

في المثال الذي نسوقه في الفيديو المرفق في نهاية المقال، ينهال التقرير الذي يقدم الضيف بالمديح والثناء عليه ويقدمه على بأنه “يعرف بنهجه العلمي الرصين، وبمنهجه الأكاديمي الصرف دون انحياز لأي ثقافة أو ديانة“.

ما هو مصدر هذا الحكم المطلق على الضيف؟ ومن الذي أطلق هذا الوصف؟ وما هي مؤهلاته الأكاديمية التي تؤهله لهذا الحكم؟ هذه الأسئلة وربما المزيد يجب أن يسألها أي مدير تحرير مهني قبل نشر هكذا عبارات.

إن التحدث للجمهور ليس شيئا هينا بل هو مسؤولية جسيمة يجب على كل صحفي استيعاب حجم المسؤولية الملقاة عاتقه وإلا ما الذي يفرق الصحفي عن أي شخص يتحدث في مقهى؟

الضيف هو الدكتور العراقي خزعل الماجدي، وربما يكون هو كما قدمه التقرير وربما لا يكون، ولكن الأهم أن الوسيلة الإعلامية التي تقدمه ليس من شأنها أو عملها تقييمه أكاديميا وعلميا، وهي ليست معنية بذلك أصلا.

إن تقديم المديح والثناء لأي متحدث أو ضيف برنامج يعتبر في العرف الإعلامي محاولة غير بريئة للتأثير على المستمع وتأسيس انطباعات مسبقة حول الضيف الأمر الذي قد يؤثر في قدرة المتلقي على الحكم السليم.

من أهم مبادئ الصحافة الموضوعية أن نقدم الحقائق مجردة بدون أن نضيف عليها تقييمات والأمر لا يتعلق فقط بالتأثير على المتلقي بل أيضا هو فيه سلامة وأمان للوسيلة الإعلامية التي تقدم الضيف.

من الثابت أن كل أمر يمكن أن ينظر إليه من زوايا متعددة وهذا يعني أن الوصول لدرجة الحكم القطعي الذي لا ينازع أمر شبه مستحيل، وهذا بلا شك يدفعنا للحذر وتجنب الدخول في مستنقعات نحن في غنى عنها.

وينطبق ذلك على تقييم الضيوف فإن الإدلاء بدلونا وتبني ضيف معين وإصدار أحكام إيجابية بحقه قد يضعنا كصحفيين في مواجهة مع الأطراف التي لا توافق على تقييمنا ويجرنا لمواجهات قد لا تنتهي، وربما ينتهي الأمر بنا في المحاكم فما الفائدة التي ترجى من ذلك؟

وعليه، فإنه من الأسلم والأكثير مهنية أن نتجنب المجاملات الغير ضرورية للضيوف وأن نلتزم بتقديم الحقائق المجردة وتذييل وتوثيق كل ما نقوله بمصادر معتمدة تضفي ثقلا نوعيا على المادة التي نقدمها كصحفيين.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

احدث التعليقات