الخميس, سبتمبر 19, 2024
الرئيسيةصحافةصحافة مرئيةالسرعة على حساب الدقة في الصحافة

السرعة على حساب الدقة في الصحافة

لكل مهنة أدوات ومعايير يجب أن تستخدم بشكل صحيح ودقيق من أجل إنتاج تتوفر فيه شروط الجودة ثم النجاح، ومهنة الصحافة ليست استثناء، ومن أهم أدواتها النص الذي يجب أن تتوفر فيه شروط السلامة النحوية والإملائية والمعلوماتية.

ومن المؤسف أن ظاهرة الاستخفاف بالتفاصيل في الصحافة العربية أصبحت تتكرر بشكل يدعو للاستغراب، ففي كل تصفح للمواقع الإخبارية لا بد أن يمر المرء على أخطاء نحوية وإملائية ومعلوماتية في النصوص التي تنشرها وسائل الإعلام العربية.

وتردد في الآونة الأخيرة أن بعض وسائل الإعلام العربية أصبحت تستغني عن وظيفة “المدقق اللغوي” وتكتفي بما يسمى “الرقابة على الجودة” والأشخاص الذين يعينون لمراقبة الجودة هم من غير المتخصصين في اللغة العربية ويستخدمون مبادئ تقييم هي أصلا لتقييم الصناعة والتجارة وليس وسائل الإعلام.

في الأسفل وضعنا مجموعة من الصور التي أخذناها من مادة صحفية هي نموذج عن ما تحدثنا عنه أعلاه وهي مثال تكرر في السنين الأخيرة في وسائل الإعلام العربية على اختلافها، ولنلقي عليها نظرة عن قرب:

1- الصورة رقم 1: عنوان طويل مربك ومركب.

2- الصورة رقم 2: سقوط “و” بين اسمي “بتريوس” و”سيرتشوك”، وهما اسمان لشخصين مختلفين، وسقوط الواو جعل الأمر يبدو وكأن هناك شخصا اسمه “بتريوس سيرتشوك”، وهذا غير صحيح.

3- الصورة رقم 3: نرى داخل الدائرة الزرقاء عبارة “التضاريس البشرية والمادية” وهي عبارة غريبة ولا معنى لها.

4- الصورة رقم 4: ترد عبارة “دفعت الضربة البرلمان العراقي إلى التصويت في قرار غير ملزم”، وفي هذه الجملة استخدم حرف جر (في) غير مناسب، إذ إن التصويت يكون “على” وليس “في”.

5- الصورة رقم 5: في فقرة واحدة ارتكب الكاتب خطأين إملائيين في سطر واحد، وضعنا كل خطأ منهما داخل دائرة زرقاء.

6- الصورة رقم 6: استخدام خاطئ للهمزة وكان يجب أن تكتب “إن” وليس “أن” لأنها أتت بعد القول وهي قاعدة ثابتة في قواعد كسر همزة “إنّ”.

إن وجود هذه الكمية من الأخطاء في مادة إخبارية واحدة هو أمر غير سليم، ويستدعي التفكير والتساؤل عن السبب وراء السماح بمثل هذه الممارسات التي من المفترض أن لا تحدث في أي وسيلة إعلامية.

يلقي الصحفيون في الغالب اللوم في وقوع هذه الأخطاء على ضغط العمل، وضغط سيل الأخبار الذي لا يتوقف وأن الوقت الذي يمنح لهم لا يكفي لتدقيق النص من كافة النواحي، ولو سلمنا جدلا بذلك فإنه لا ينطبق بأي شكل على الصحافة المكتوبة.

وبالإضافة إلى ما تقدم، فإن الخطأ سيصبح أثقل إن أخذنا بنظر الاعتبار أن السواد الأعظم من الأخطاء التي نشاهدها يوميا هي في الصحافة الإلكترونية، أي على مواقع الانترنت أي أن هناك إمكانية الدخول على المادة حتى بعد نشرها وتدقيقها وتصويب اي خطأ فيها.

المادة التي تفحصناها اليوم لم تكن ضمن تغطية إخبارية عاجلة ولو تأخر نشرها نصف ساعة لم نكن لنشاهد الأخطاء الواردة فيها، وكما أسلفنا فهذه المادة ليست الوحيدة وهي مجرد غيض من فيض، ومثل هذه الأخطاء ترتكب يوميا في كثير من وسائل الإعلام العربية.

Loading poll ...
Coming Soon
هل تعتبرون إلغاء وسائل الإعلام لعملية تدقيق اللغة العربية قبل النشر لأسباب مالية أمراً مشروعاً؟

 

 

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

احدث التعليقات