الخميس, سبتمبر 19, 2024
الرئيسيةصحافةصحافة مكتوبةترويج الأقاويل والأساطير على وسائل التواصل الاجتماعي

ترويج الأقاويل والأساطير على وسائل التواصل الاجتماعي

قصة الشاب العربي الذي تبول في حوض السباحة

قد يكون من الطبيعي أن يقع مستخدم بعيد عن حقل مهنة الكتابة أو المناخ الأكاديمي في فخ ترويج الأساطير والخرافات والإشاعات، ولكن تصبح المشكلة مقلقة عندما يتعلق الأمر بأشخاص يمتهنون الكتابة بشكل ما أو لديهم خلفية أكاديمية عالية المستوى.

ولن يكون من الصعب على أي شخص العثور على عدد غير محدود من المنشورات التي يقوم أصحابها بكتابتها بدون تدقيق ولا تحقيق، ولن يكون من الصعب على أي شخص ملاحظة الكم الهائل من الأشخاص الذين أعادوا نشر منشورات لأشخاص آخرين بدون تمحيص.

وسنأخذ اليوم مثالا عن المنشورات التي لا تمت للواقع بصلة ولكنها تنتشر بشكل واسع على وسائل التواصل وقد نشرها أو أعاد نشرها أشخاص يتمتعون بخلفية أكاديمية أو مهنية ولاقى منشورهم الذي يحتوي على معلومات خاطئة مضللة رواجا ومشاركات بالآلاف.

يتحدث المنشور عن “شاب” قام بالتبول في حمام سباحة الفندق الذي ينزل فيه في اليابان ليكتشف أن هناك “مادة كيميائية” أضيفت للماء جعلت لونه يتغير وبالتالي اكتشف القائمون على حمام السباحة أنه تبول في الماء، وبالتالي طردوه من الفندق وختم جوازه بختم جعل إقامته في أي فندق آخر مستحيلة.

وكما نرى في الصورة المرفقة في المقال فإن المنشور حقق أكثر من 9 آلاف إعجاب وأكثر من ألف تعليق وأعيدت مشاركته أكثر من 700 مرة، والتعليقات مليئة بنقد الذات والإشادة بالنظام والعلم في اليابان رغم أن المعلومة غير صحيحة ولا يوجد هكذا مادة.

وربما لا نبالغ إن قلنا أن كثرة استخدام وسائل التواصل أدى إلى استسهالنا لإعادة تدوير النفايات المعلوماتية، وترويج أفكار ومعلومات ما كنا نقبلها أو نهضمها في العقود التي سبقت ظهور وسائل التواصل، ولعل سندنا هنا وجود أمثلة شعبية تحث على حسن اختيار الكلام.

يقول المصريون “إن كان اللي يتكلم مجنون اللي يستمع عاقل” والعراقيون يقولون “أجلس أعوج وتكلم عدل (صحيح)” ومن المؤكد أن كل الشعوب العربية لديها أمثلة مشابهة، إلا أن هذه الأمثال والمفاهيم الصحيحة التي تحملها تراجعت وسط بحر هادر من المنشورات التي تحمل في طياتها الغث والسمين.

إن الكلمة أمانة وعندما يقوم أحدنا بإعادة نشر منشور ما فهو بالنتيجة يتبنى ما جاء في المنشور ويقع عليه وزره، لذلك علينا أن نعي أن الأخ والأخت وابن العم والصديق الخ ليسوا مصادر معلومات معتمدة، وعلينا أن نعقل ما يقولون ونتأكد من صحته قبل أن ننقله ونعيد نشره بشكل أوتوماتيكي.

Loading poll ...
Coming Soon
هل يهمك أن تكون المعلومة صحيحة لتضغط زر الإعجاب أو المشاركة؟
مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

احدث التعليقات