في خضم تكالب الناس في كافة أنحاء العالم على شراء المطهرات والمعقمات للوقاية من الإصابة بفايروس كورونا، يظل السلاح الأكثر نجاحا في مواجهة هذا الفايروس المزعج الثقيل هو الصابون العادي، والممارسة الأكثر فتكا بالفايروسات عموما وفايروس كورونا خصوصا هي غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون، فلماذا؟
كما هو معلوم للكثير منّا، الفايروس ليس كائنا حيا بل هو عبارة عن كتلة من الجسيمات النانوية (nanoparticles نسبة إلى نانو، وهو العلم الذي يهتم بدراسة ومعالجة المادة على المقياس الذري والجزيئي)، ولهذه الجسيمات بصمة وراثية دي أن أي (DNA)، وتتقوقع داخل درع دهني ولا تستطيع العيش خارجه إلا إذا دخل الفايروس إلى بيئة حاضنة وبالتحديد كائن حي.
ومن المفارقة أن الدرع الدهني الذي من المفترض أن يكون الدرع الواقي للفايروس عندما لا يكون داخل بيئة حاضنة هو في الحقيقة أضعف جزء فيه ويمكن التخلص منه بسهولة وتعريض الفايروس نفسه للهواء وبالتالي قتله لأنه كما أسلفنا الفايروس ليس كائنا حيا ولا يستطيع العيش في الهواء بل يحتاج إلى بيئة حاضنة داخل كائن حي.
وعليه فالمعادلة بسيطة، كما نغسل أيدينا بالماء والصابون للتخلص من الدهون العالقة بها بعد العمل أو بعد الأكل، نستخدم رغوة الصابون التي تتمتع بخاصية خرق الخلايا الدهنية لاختراق الغلاف الدهني للفايروس وإزالته وتعريضه للهواء الذي لا يعتبر بيئة حاضنة له.
ومن المهم أن ننتبه في هذه الأيام لحقيقة أن الهلع من فايروس كورونا قد يدفعنا للإفراط في استخدام المعقمات التي هي أصلا مصممة للمايكروبات أكثر منها للفايروسات، الأمر قد يسهم في تحفيز الجراثيم على تطوير نظام مناعتها وإنتاج سلالات أكثر مقاومة للمعقمات المعتدلة القوة التي عادة ما تتوفر في الأسواق للاستخدام المنزلي.
ويوصي المختصون أننا مهما استخدمنا من مطهرات وجل معقم لليدين فإن ذلك لا يجب باي حال من الأحوال أن يحل محل غسل اليدين جيدا بالماء والصابون، وهي قاعدة مهمة وموجودة قبل انتشار فايروس كورونا في اللوائح الصحية الأميركية لموظفي الصحة والعاملون في القطاع الغذائي وتسحب رخصة عمل أي موظف في هذين القطاعين إذا خالف هذه التعليمات.
وبحسب المعايير التي حددتها منظمة الصحة الدولية ومركز الوقاية ومكافحة الأوبئة الأميركي فإن أفضل طريقة لغسل اليدين بالصابون هي كما في الفيديو التالي: