منذ أيام، استضافت مصر معرض سلاح تحت اسم “إيديكس 2023” وهو ليس الأول من نوعه وإنما هو الثالث وهو معرض سلاح متخصص بالأسلحة والمعدات العسكرية الدفاعية المتنوعة.
طبعا بالنسبة لي وكمواطن مصري تابعت المعرض عن كثب كما أتابع كل ما يحدث في بلدي الغالي مصر، ولكن متابعتي لهذا الحدث بالذات أثار أسئلة في داخلي.
كانت المشاركة ملفتة للنظر كمعرض سلاح في بلد عربي مسلم يعتبر من البلدان الصاعدة عالميا، فقد شارك في المعرض 46 دولة من شرق الأرض ومغربها لاستعراض عضلاتها التجارية والتسليحية.
وبينما أنا أراقب لم استطع إلا أن أتساءل بيني وبين نفسي: هو المفروض إننا كمواطنين مصريين وكرأي عام أننا نفرح ونهلل بمعرض أسلحة وصناعات جديدة؟
لماذا؟ هل سنستخدم هذه الأسلحة في وقت قريب مثلا؟ وهل استخدمنا أيا من أسلحتنا التي في حوزتنا في السنوات السابقة أصلا؟ وما الغرض من هذه الأسلحة وما سبب إنفاقنا عليها؟
لدينا الكثير من الأسلحة، الكل يعرف أن مصر لديها جيش وتسليح على درجة عالية من الكفاءة، ولكن هل مثّلت كل تلك الإمكانات العسكرية أي نوع من الردع للبلد الذي بنى سداًّ على نهر النيل؟ يبدو أن الجواب هو لا!!!
من سنردع بها إذن؟ هناك دولة جارة تنشط على حدودنا وضربت قواتها معبرا على حدودنا معها أربع مرات في الأسابيع القليلة الماضية!! هل استخدمنا أي من أسلحتنا لردعها وضمان عدم حدوث تجاوز آخر من جهتها؟ لا!
انا كمواطن عادي لا يهمني إقامة معارض للسلاح ولا تطويره ولا جماله! ما يهمني كمواطن مصري هو ماذا يمكن أن يقدمه السلاح للمصريين وأنا واحد منهم!
ما يهمني هو أن يستخدم هذا السلاح بشكل ما وليس بالضرورة للقتال ليعيد لنا ما سلب منا من مياه النيل، وليستعيد لنا مساحات مزارع الأرز والقصب التي فقدناها لشح مياه النيل.
من مصلحتي أن تستعيد تلك الأراضي عافيتها وتعود لتطرح لنا انتاجها وبالتالي تنخفض أسعار بعض المواد الحيوية للشعب المصري بعد أن بلغت أسعارها مستويات فلكية نتيجة تجاسر دول المنبع علينا.
هذا غيظ من فيض، ولكن سأكتفي بما ذكر أعلاه لأعود وأسأل: هل عليّ أن أفرح لاقتناء أسلحة من أجل الاقتناء لا غير؟
هل عليّ أن أهلل لأموال طائلة تصرف لاقتناء أسلحة لا تساهم في رفع مستوى الأمن الغذائي لعشرات الملايين من المصريين؟
هل علي أن أعتز بسلاح أخدمه ولا يخدمني؟!
أعلم أنني أسأل بدون أن أقدم أجوبة، ولكن يبدو أن التساؤل هو كل ما في وسعي في هذه المرحلة!!
– مقالات الرأي تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع صحافة