أعاد الفيلم الوثائقي الكندي “قَوم البلاستك” الذي عرض في مهرجان أس أكس أس دبليو (SXSW) الذي يقام سنويا في ولاية تكساس الأميركية، المخاوف من الرواسب المجهرية في عبوات البلاستك التي تستخدم لتعبئة الأطعمة والمشروبات.
وحذر منتجو الفيلم من أن لدائن البلاستك الدقيقة موجودة في كل مكان ويستخدمها الناس يوميا وأن لها دور في الإصابة بأمراض خطيرة مثل السكري وأمراض القلب والسمنة المفرطة والسرطان ومشاكل الخصوبة، وأن مواجهة هذه المشكلة تقع على عاتق الجميع.
ويأتي الفيلم ليحيي دراسات عديدة أجريت في السنين الماضية وكلها حذرت من الخطر المتزايد للدائن البلاستيكية الدقيقة والتي ينبع خطرها من حقيقة أننا نستهلكها بدون أن نعلم حيث أن المصطلح يشمل أي قطعة بلاستيكية قطرها أقل من خمسة مليمترات.
وكانت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا الأميركية ونشرت في مطلع العام الجاري قد حذرت من أن معدل وجود الرواسب البلاستيكية في مياه الشرب المعبئة أكثر بكثير من ما كان يعتقد الباحثون وهو ما شكل صدمة للدوائر العلمية والطبية الأميركية.
وتقول الدراسة أنها فحصت لترا واحدا من المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية ووجدت أنه احتوى على 240 ألف جسيم بلاستيكي يمكن رصده بالمجهر، وأن 10% من تلك الجسيمات هي لدائن بلاستيكية والباقي نانوبلاستك أي صفائح بلاستيكية مجهرية يقل قطرها عن مليمتر واحد.
ورغم أن منظمة الصحة العالمية كانت قد ناشدت العالم في تقرير أصدرته عام 2022 بعدم المبالغة في المخاوف من الرواسب البلاستيكية، إلا أن الدوائر الطبية في الدول الغربية تستمر في التحذير من خطر تلك الجسيمات على الصحة العامة لجسم الإنسان.
وطبقا لمجلة جامعة هارفارد الطبية الأميركية فإنه من المهم أن يكرس القطاع الطبي جهوده لدراسة ومعرفة تأثير تلك الجسيمات على جسم الإنسان، وأن هناك الكثير من المعلومات التي لا تزال مجهولة في هذا الصدد وبحاجة للتمحيص والدراسة.
وتنقل المجلة عن الطبيبين التركيين الزائرين أشرف ضمير وفاطمة تورنا ضمير أن الدوائر الطبية قد اصبحت أكثر وعيا بالمخاطر المحتملة للرواسب البلاستيكية بكافة أنواعها والأمراض والأعراض التي ترتبط بها.
وقد أشار باحثون في مجال الصحة العامة أنه من الأفضل الابتعاد قدر الإمكان عن العبوات البلاستيكية لمياه الشرب والتعويض عنها باستخدام أجهزة تنقية مياه منزلية لمياه الحنفيات، بالإضافة لاستخدام العبوات الزجاجية لتخزين مياه الشرب بدلا من العبوات البلاستيكية.
من جهتها، أصدرت “الرابطة العالمية للمياه المعبئة” والتي تمثل مصنعي المياه المعبأة في الولايات المتحدة وعدد من دول العالم بيانا أسفت فيه لعدم إعطائها الفرصة الكافية لتقييم ودراسة النتائج التي توصلت إليها الدراسات الآنفة الذكر قبل نشرها.
واتهمت الرابطة الوسائل الإعلامية التي تبنت التقارير التي حذرت من الأخطار الصحية للرواسب البلاستيكية في مياه الشرب المعبأة بأنها “تثير مخاوف لا داعي لها”.