تعد صناعة الصحافة واحدة من أكثر الصناعات تأثيرًا على الشعوب في جميع أنحاء العالم، حيث تعد وسيلة فاعلة لنقل المعلومات والأخبار والتحليلات الاجتماعية والسياسية والثقافية. ومع تطور التكنولوجيا الحديثة وبخاصة تقنية الذكاء الاصطناعي، طرأت العديد من التغييرات على صناعة الصحافة، وخاصة الصحافة الورقية.
ومع دخول الألفية الثانية، واجهت الصحافة الورقية تحديات جديدة بسبب التقنية الحديثة، حيث أصبحت الأخبار والمعلومات متاحة على الإنترنت، وأصبح من السهل الوصول إليها الأخبار من خلال الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية مما أدى لتراجع ملحوظ في دخل الصحافة الورقية.
ومع ذلك، فإن الصحافة الورقية لا تزال لها قدر كبير من الأهمية، حيث يقوم الكثيرون بالاعتماد عليها للحصول على أخبار رصينة وموثوقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصحافة الورقية لها ميزة الاستقرار والثقة في الشراء، وهي لا تخضع للتحديات التي تواجه الإعلانات الرقمية والإنترنت.
اليوم، ومع دخول تقنية الذكاء الاصطناعي التي توفر فرصة كبيرة لتحسين مستقبل الصحافة الورقية، وخاصة فيما يتعلق بالتحليلات والتنبؤات، أصبح بالإمكان جمع البيانات وتحليلها بسرعة وكفاءة وتوفير توقعات دقيقة لمستقبل الأخبار.
ويمكن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتحسين مستقبل الصحافة الورقية بالوسائل التالية:
1- يمكن استخدام هذه التقنيات تقنيات لتحسين تجربة القراءة عبر تحسين جودة الصور والرسومات، وضبط حجم الخط وتحديد الأماكن المناسبة للصور والعناوين، مما يساعد على جعل الصحيفة أكثر جاذبية من حيث الشكل والقراءة.
2- استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى صحفي عالي الجودة من خلال تحليل البيانات والمعلومات، وتوليد المحتوى المناسب وفقًا لاهتمامات القراء ومتطلباتهم.
3- تخصيص المحتوى وفقًا للمتطلبات الشخصية لكل قارئ، وهذا يمكن أن يزيد من ولاء القارئ ويحفزه على الاشتراك في الصحيفة أو أن يشتريها بانتظام.
4- جمع البيانات وتحليلها بواسطة هذه التقنية الحديثة لتوفير تحليلات وإحصائيات دقيقة، وتحديد الاتجاهات والمواضيع الحالية التي يهتم بها القراء.
5- تحسين العمليات الداخلية في الصحيفة، مثل تحديد الخطأ الإملائي والتحقق من الحقائق، وتحليل النصوص والصور لتحديد ما إذا كانت ملائمة للنشر أم لا.
بشكل عام، يمكن استخدام تقنيات الذكاء لتحسين جودة المحتوى وتحسين تجربة القراءة، وهذا يمكن أن يجعل الصحيفة الورقية أكثر جاذبية للقراء.
كيف يمكن تعزيز جذب المهتمين الجدد لمهنة الصحافة المكتوبة في الوقت الحالي؟
على الرغم من أن الصحافة المكتوبة ما زالت تحظى بشعبية كبيرة، إلا أن التحولات السريعة التي يشهدها قطاع الإعلام جعلت من الصعب على الصحفيين المبتدئين العمل في هذا المجال، خاصةً مع تنامي وسائل الإعلام الرقمية والاجتماعية. فالمنافسة بين الصحف الورقية والإلكترونية، وكذلك الصحف المستقلة والمملوكة للدولة، تضع المتربصين بالمهنة في مواجهة صعوبات جمة في الحصول على فرصة التدريب، وفي ما يلي بعض الحلول التي من شأنها أن تجذب المهتمين الجدد لمهنة الصحافة المكتوبة :
• تقديم دورات تدريبية للمهتمين بمجال الصحافة المكتوبة، والتي تساعد على تعزيز المهارات اللازمة لهذه المهنة وزيادة الاهتمام بها.
• العمل على تحسين الظروف العملية للصحفيين، من خلال توفير العدة والمعدات اللازمة والتحسينات في البنية التحتية للصحف والمجلات ووسائل الإعلام المكتوبة الأخرى.
• الحرص على استخدام التقنيات الحديثة والتطوير المستمر للمنصات الرقمية التي لها نسخة ورقية، والتي يمكن أن تجذب المزيد من القراء والمهتمين الجدد.
• العمل على تقديم محتوى جيد ومتميز وذو جودة عالية، والتركيز على الموضوعات التي تهم الجمهور، وذلك يمكن أن يجذب المزيد من القراء والمهتمين الجدد.
– مقالات الرأي تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع صحافة