رغم أن الصحافة تعتبر ضربا من الأدب والفن ولكنها تحتوي أيضا على شق تجاري يجعلها مثلها مثل أي عمل تجاري يسعى لاستقطاب انتباه الجمهور والذي ينتج عنه بالتالي زيادة في الإقبال على المنتج سواء كان ماديا ملموسا أم فكريا.
في الأعمال التجارية والصناعية يكون السعي نحو تحقيق أعلى قدر ممكن من مبيعات المنتجات، وفي الصحافة أيضا تسعى عادة المؤسسات الصحفية غير الممولة من الحكومات لزيادة الإقبال الجماهيري عليها والذي يكون بدوره السبب في استقطاب المعلنين.
وتعتبر ميزة الوصول للخبر والسبق من أهم الصفات الواجب توفرها في المؤسسة الإعلامية والتي تسهم في ترسيخ سمعتها كوسيلة إعلامية لها قدرة على جلب المعلومة ولها إمكانيات تجعلها مصدراً أصيلا للأخبار والمعلومات.
في الصورة المرفقة بهذه المادة، نقرأ العبارة التالية: رويترز نقلا عن موقع SNN الإيراني. أي أن القناة التلفزيونية التي تظهر في الصورة نقلت عن وكالة رويترز للأخبار والتي هي الأخرى نقلت عن موقع SNN الإيراني، أي أن المعلومة مرت عبر وسيط أي أن المعلومة غير أصيلة.
وإذا علمنا أن موقع SNN الإيراني هو موقع مفتوح ومتاح للجمهور بدون أي تحفظ وأن صحفيي رويترز دخلوا على الموقع كما يدخل إليه أي شخص آخر فلماذا نأخذ منهم؟ ما الذي منع القناة المذكورة في الصورة من الاطلاع على موقع SNN والنقل منه مباشرة؟
الصورة المرفقة هي من تغطية القناة للغارة الإسرائيلية على موقع ملحق بالسفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في الأول من نيسان/أبريل 2024، ومما لا شك فيه أن ذلك اليوم كان يوماً صعبا على أي غرفة أخبار حيث توالت الأخبار بلا توقف مما سبب ضغطاً غير عادي على العاملين.
وربما يكون من المنطقي أن نعذر العاملين تحت ذلك الضغط ولكن في حقيقة الأمر فإن السرعة والدقة هما صنوان لا يفترقان في العمل الصحفي حيث لا مجال للخطأ وحيث الأداء المثالي في أوقات الأزمات هو الحد الفاصل بين نجاح وفشل أي وسيلة إعلامية.