الخميس, سبتمبر 19, 2024
الرئيسيةآراءسياسيون أقلعوا بطائراتهم ولم يهبطوا

سياسيون أقلعوا بطائراتهم ولم يهبطوا

تعتبر حوادث الطيران واحدة من المجالات النادرة التي يتساوى فيها الوزير مع الغفير والغربي مع الشرقي، فقد أثبتت سجلات الطيران أن من قضوا في حوادث تحطم الطائرات كانوا من كافة الأجناس والألوان والبلدان والمهن.

وجاءت وفاة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي يوم الأحد الماضي 19 أيار/مايو 2024 نتيجة تحطم طائرة مروحية كان يستقلها لتكتب فصلاً جديداً في تلك السجلات وفيما يلي قائمة بأسماء بعض السياسيين الذين لاقوا حتفهم في حوادث طيران:

– 7 أيلول/ سبتمبر 1944: قتل هوزيه أستيغاريبيا رئيس دولة الباراغواي في حادث تحطم طائرته بينما كان يقوم برحلة داخلية من مدينة آلتوس إلى مدينة سان بيرناردينو.

– 17 آذار/ مارس 1957: سقطت طائرة الرئيس الفلبيني رامون ماجسايساي وقتل مع 23 آخرين ولم ينجو سوى راكب واحد كان من الصحفيين المرافقين للوفد الرئاسي الذي كان عائدا للعاصمة مانيلا قادما من مدينة سيبو الفلبينية. كانت الطائرة الرئاسية أميركية الصنع من طراز سي-47.

– 18 أيلول/سبتمبر 1961: لقي في ذلك اليوم الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد مصرعه بعد أن انفجرت طائرته في الجو فوق روديسا (اليوم زامبيا)، بينما كان في طريقه إلى الكونغو ضمن الجهود الأممية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين القوات الكونغولية وقوات كاتانغا الإنفصالية بقيادة مويز تشومبي. ولم تسفر التحقيقات التي أجريت حول حادث الانفجار إلى تحديد الجهة المسؤولة.

-13 نيسان/أبريل 1966: توفي الرئيس العراقي الراحل عبد السلام عارف في حادث تحطم طائرة مروحية قرب مدينة البصرة في جنوب العراق، التي غادرها بعد زيارة تفقدية بحث فيها مشاكل المحافظة وخاصة مشكلة المتسللين من إيران.

– 27 نيسان/أبريل 1969: في منطقة نائية في بوليفيا قتل الرئيس البوليفي رينيه بارينتوس عندما اصطدمت طائرته المروحية باسلاك الكهرباء. ونظرا للأوضاع السياسية المضطربة في البلاد فقد اثيرت شبهات اغتيال إلا أن التحقيقات فشلت في إثبات وجود شبهة جنائية في تحطم طائرة بارينتوس الأميركية الصنع من طراز هيلير أو-أتش 23.

– 2 آذار/مارس 1981: كان وزير الدفاع المصري المشير أحمد بدوي على موعد على الموت عندما تحطمت المروحية التي كان يستقلها في منطقة سيوة غرب مصر.

يذكر أن بدوي كان من الذين شاركوا في حرب أكتوبر وساهم في الجهد العسكري لمقاومة الجيش الإسرائيلي بعد ثغرة الدفرسوار، حيث اندفع بوحداته عميقا في سيناء لخلخلة صفوف الإسرائيليين ونجح في اكتساب أراض جديدة.

– 31 تموز/يوليو 1981: في ظروف غامضة قتل حاكم بنما عمر توريخوس عندما تحطمت طائرته في منطقة نائية واستغرق الوصول إلى مكان الحادث عدة أيام. سادت البلاد حالة من الحزن الشديد خاصة بين الطبقات الفقيرة التي كانت تعتبر توريخوس امتداداً لأجيال الثوار من أمثال كاسترو وجيفارا.
وقد اتُهمت أجهزة المخابرات الأميركية باغتيال توريخوس اليساري التوجه وأثيرت القضية في محاكمات مانويل نورييغا في الولايات المتحدة عام 1991.
يذكر أن ابن عمر توريخوس واسمه مارتن توريخوس انتخب رئيسا لبنما عام 2004.

-1 حزيران/يونيو 1987: رشيد كرامي، رئيس وزراء لبنان قتل في تفجير طائرة مروحية كان يستقلها للعودة من طرابلس إلى العاصمة اللبنانية بيروت. زرعت القنبلة التي كان وزنها 300 غرام خلف مقعد كرامي وتم تفجيرها عن بعد.
كان كرامي القتيل الوحيد في الحادث بينما جرح باقي مرافقيه وأفراد طاقم المروحية التي كانت من طراز بوما فرنسية-بريطانية الصنع.
عرف عن كرامي أنه كان قومي التوجه وكان من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية في لبنان ودعا إلى دور لبناني أكبر في المعارك ضد إسرائيل وهو موقف لم يلق صدى إيجابياً لدى الأوساط المارونية في البلاد. وقد اتهمت جهات مارونية بتنفيذ عملية اغتياله.

– 12 آب/أغسطس 1988: في واحدة من أكثر حوادث الاغتيال غموضا لقي الرئيس الباسكتاني محمد ضياء الحق مصرعه في حادث تحطم طائرته التي أقلعت نحو العاصمة الباكستانية من إقليم البنجاب حيث حضر الرئيس عرضاً أميركيا لدبابات أبرامز أم 1.
قال شهود عيان أن الطائرة كانت تطير بشكل مضطرب ثم بدأت بهبوط حاد حتى اصطدمت مقدمتها بالأرض وتحطمت.
وقد شكلت هئية تحقيق في الحادث وخلص تقريرها إلى وجود عملية تخريب متعمدة أدت لمقتل الرئيس وعدد من مساعديه بالإضافة إلى السفير الأميركي في باكستان والذي رافقه إلى العرض.
وقالت أحد الفرضيات أن جميع من كان على متن الطائرة قد تعرض إلى إطلاق غازات مخدرة وهو ما يفسر عدم إطلاق طاقم الطائرة لأي استغاثة، علاوة على اختفاء الصندوق الأسود من حطام الطائرة التي كانت أميركية الصنع من طراز سي-130 هريكيولس (هرقل).
وجهت أصابع الاتهام لجهات عديدة منها إسرائيل والهند حيث اتهمتا بالضلوع في الحادث للتخلص من ضياء الحق الذي كان يسعى لتطوير القنبلة النووية والتي كانت إسرائيل ومعها وسائل إعلام هندية تسميها في “القنبلة الإسلامية”.

– 4 أيار/مايو 1989: شهد هذا اليوم مصرع وزير الدفاع العراقي عدنان خير الله الذي سقطت المروحية التي كان يستقلها في منطقة نائية قرب مدينة الشرقاط في محافظة نينوى شمال العراق.
وقالت الرواية الرسمية أن الحادث كان ناجماً عن سوء الأحوال الجوية إلا أن نظريات المؤامرة كانت ولا تزال حاضرة وبقوة وهي تنحصر في اتجاهين، الأول عراقي وينطوي على احتمالين فأما أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يريد التخلص من ابن خاله عدنان خير الله لأنه توجس خيفة من محاباة الغرب له واحتفاء الإعلام الغربي به أو أن يكون الأمر من تدبير حسين كامل زوج بنت الرئيس والذي كان يشعر بالخطر من مكانة عدنان خير الله المرموقة في الجيش والأوساط الشعبية والسياسية على حد سواء.
أما الاحتمال الثاني فهو ضلوع إيران التي أرادت التخلص من شخصية عسكرية عراقية استثنائية كان لها الدور الأبرز في توجيه دفة الحرب مع إيران (1980-1988) لصالح العراق.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

احدث التعليقات