شهر أغسطس (آب) من الصيف هو بمثابة يوم الخميس من كل أسبوع الذي يلتقط فيه الكادحون أنفاسهم ويليه يوم الجمعة الذي هو يوم راحة وكله بركة..
أغسطس كذلك. تحس إن أيامه بركة.. نهاره معتدل ممكن تخلص فيه أشغال كثيرة، وليله تحس فيه فعلا بمعاني نسمات الصيف…
ساعات نهاره أقل من الشهرين السابقين له، التوقيت فيه تحس بإنه يليق به … الظل فيه كل يوم يزيد طوله، والليل فيه كل يوم يزيد… تقريبا ساعاته قريبة من مايو (أيار)، ولكن الفرق إن مايو نفسيا مؤلم ومتعب لما تعرف أن بعده شهور النار، أما أغسطس فهو شهر وداع الصيف الشرير، ونصبح فيه على أعتاب الخريف الطيب.
حتى في أيام الجمع، هو من أكتر الشهور اللي فيه أيام جمعة حيث تصل إلى خمس جمع وتصل إلى سبع مرات تقريبا مرة كل عقد.
فيه بدايات رؤية الجوافة الأصلي، والرمان وبشاير البلح، واستطابة ونضج الكمثرى.
لمحبي مباريات الكرة، فمعه بدايات الدوري الإنجليزي والإسباني.
وفيه يبدأ تناقص النهار كل يوم دقيقة على الأقل، ونزول موعد صلاة المغرب من الثامنة بالتوقيت الصيفي إلى أن تقترب من السابعة والنصف، معلنة عن نقصان نصف ساعة من نهار يوليو العنيد. صلاة العشاء كذلك ينزل موعد آذانها من التاسعة والنصف إلى ما قبل التاسعة بعشر دقائق كاملة في نهايته.
بضع رحمات من نسائم في النهار، مع خفوت معدلات الرطوبة ليلا بكثير مقارنة بسابقيه.
في أغسطس، تبدأ إرهاصات بدايات الدراسة، حقائب المدارس والكتب والكراسات تمتد في الأسواق على مد البصر. أحاديث المدارس والجامعات.. أحاديث التفاؤل بقدوم عام دراسي على الأبواب.
كلها أشياء تجعلك تحمل بعض الود لأغسطس، والذي يحمل معه إرهاصات موت الصيف الشرير القاسي.
اقترب أغسطس من النهاية وكان في عامنا هذا أفضل ودا وأكثر لطفا من يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) مع استثناء أيام قليلة في منتصفه.
اللهم أعده علينا سنوات وأزمنة عديدة، وأجعله يأتي علينا العام القادم في بركة وجبراً للخواطر وإنصافا للمظلومين ونصرا للمستضعفين وخيرا للناس أجمعين.