الخميس, سبتمبر 19, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرجولة تحريرية - 02

جولة تحريرية – 02

نرصد في جولة اليوم عدداً من المواد الصحفية في صحيفة المصري اليوم وموقع الجزيرة نت وشاشة قناة العربية التي تبث من دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

نبدأ بصحيفة المصري اليوم التي نشرت على موقعها الإلكتروني يوم 17 آب/أغسطس 2024 تقريراً حول تخصيص “60% من عوائد مهرجان العلمين للأشقاء” الفلسطينيين في غزة، ووددنا أن نلفت النظر للنقاط التالية:

1- الصورة الرئيسية لهذا التقرير هي نسخة من خبر موقع الصحيفة ونشاهد أن الصورة التي استخدمت هي صورة ثابتة من تقرير تلفزيوني للمتحدث باسم مهرجان العلمين الزميل إبراهيم عبد الجواد بحسب الصحيفة ويظهر فيها بطوله الكامل وهي صورة تصلح أن تكون في متن الخبر كصورة فرعية حيث أن الصورة الرئيسية يجب أن تعكس الموضوع الرئيسي للتقرير وهو تخصيص مهرجان العلمين لجزء من عوائده لصالح غزة.

2- رغم أن الدعم المالي لغزة هو موضوع العنوان الرئيسي إلا أن التقرير لم يوضح سبب الخطوة ولماذا هذا الدعم المالي الذي خصصه المهرجان لغزة وهذا مخالف للأعراف الصحفية التي تنص على أن الموضوع الصحفي يجب أن يجيب على “مَن” و “ماذا” و “متى” و “أين” و “لماذا” و “كيف”، ومن الواضح أن التقرير لم يجب على “لماذا يقدم الدعم لغزة؟” ولا “كيف سيقدم الدعم”، كما لم يبين التقرير اليوم الذي اتخذ فيه القرار بدعم غزة ماليا من قبل إدارة المهرجان.

وقد لا يخفى على الجميع أن من أهم أسس كتابة المادة الصحفية أن تكتب المادة وكأنها تخاطب شخصاً جاهلاً بالموضوع، وأن تصدر غزة للأخبار هذه الأيام لا يعفي من تقديم خلفية عن الموضوع الذي هو السبب الأساس للدعم المالي والذي هو أساس وروح الخبر المنشور.

3- كما نرى في الصورة على اليسار فقد بدأت الفقرة الثانية بكلمة “وأضاف” والفقرة الثالثة بكلمة “وتابع” وهي أدوات تستخدم لكسر الإطالة في الطرح والحفاظ على انتباه القارئ ولا تستخدم للحشو ومن غير المنطقي أن نستخدم كلمة “وأضاف” والضيف المتحدث لم يقل سوى جملة أو جملتين، أي لم يقل شيئاً يذكر ليضيف عليه، ونفس الملاحظة تنطبق على كلمة و”تابع” المستخدمة في الفقرة الثالثة من التقرير.

الجزيرة نت
نلاحظ أن التعليق المرفق بالصورة على اليسار قد أرتكب فيه أكثر من خطأ، فقد تكررت كلمة “كنت” مرتين في عبارة واحدة وهي ممارسة تتسبب في ركاكة لغوية لا تليق بموقع يعتبر من أهم المواقع الإلكترونية العربية إن لم يكن الأهم وكان من الأجدر قول الآتي على سبيل المثال لا الحصر:
ما كنت لأسجل لو عرفت أن الشهادة غير معترف بها.

هذا بالإضافة إلى أن كلمة الجزيرة في نهاية التعليق يجب أن تكون بين قوسين بينما يظهر التعليق في الصورة المرفقة أن المحرر نسي قوس البداية قبل الكلمة.

وتكمن أهمية تلافي هذه الهفوات التي قد تبدو غير ذات أهمية في أن قارئ الصحافة الورقية يرى أمامه محتوى العدد الذي يمسك به فقط بينما قارئ الصحافة الإلكترونية يكون كامل أرشيف الموقع تحت تصرفه وظهور الأخطاء بشكل متكرر خلال بحثه في الموقع سوف يترك انطباعاً سلبيا لدى المتصفح.

شاشة العربية
تعتبر أخطاء الترجمة في الوثائقيات الأجنبية التي تبث على القنوات العربية أمراً شائعاً حيث يعمد أصحاب شركات الإنتاج التلفزيوني التي تتولى ترجمة الأعمال الوثائقية الأجنبية إلى العربية لاستخدام المترجمين الأقل أجراً ولا يهمهم إن كان المترجم يرتكب أخطاءاً لعلمهم أن القنوات التلفزيونية لا تدقق فيما يردها من أعمال وثائقية.

الفيديو المرفق هو مقتطف من برنامج وثائقي مترجم من اللغة الإنجليزية وبثته شاشة العربية أمس الثلاثاء، وفيه يقول المعلق التالي:

.من الابتكارات الإبداعية التي حققتها غوغل أنها حين أصبحت عامّة

ومن الواضح أن كلمة “عامة” الواردة قد نقلها المترجم من النص الإنجليزي كترجمة لكلمة “public” الإنجليزية.

وقد يكون من الصحيح أن المعنى القاموسي لكلمة “public” هو “عام” ولكن في هذا السياق هي تعني أن الشركة قد طرحت للاكتتاب العام، أي طرحت أسهمها للتداول في سوق الأسهم، وهو معنى أكبر وأوسع بكثير من ما تعنيه كلمة “عامة” التي استخدمها المترجم وأذاعتها شاشة العربية بدون تمحيص.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

احدث التعليقات