هل تعلم أن الحصان العربي لا يستخدم في سباقات الخيل العالمية (ولكن دمائها تجري في عروق كل حصان وفرس سباق في العالم؟
بدأت القصة في إنجلترا في القرن السابع عشر، حيث كان الإنجليز كما غيرهم يعشقون الخيول العربية التي تتمتع بصفات لا تعد ولا تحصى مثل الجمال والذكاء والإقدام وقوة التحمل التي لا يضاهيها فيه أي نوع خيل آخر وهي خيول من ذوات الدم الحار.
ولكن مشكلتهم مع الخيول العربية كانت صغر حجمها مقارنة بالخيول الأوروبية عامة والإنجليزية خاصة والتي كانت من الخيول ذوات الدم البارد وتفتقر لقوة التحمل ولها وجه غير حسن ورأس ضخم لا يسر الناظرين.

أراد الإنجليز أن ينتجوا حصانا نموذجياً يتمتع بجمال وقوة وذكاء وتحمل الحصان العربي ولكنه بحجم الخيول الإنجليزية لكي تكون خطواته أكبر ويصلح لسباق الخيل بشكل أفضل.
استورد مربو خيول إنجليز ثلاثة فحول أحدها فحل عربي أصيل أطلقوا عليه اسم “دارلي أريبيان” نسبة لمالكه توماس دارلي الذي اشتراه من حلب ببلاد الشام عام 1704 للميلاد، والثاني كان اسمه “جودولفين” نسبة لمالكه فرنسيس جودولفين.
كان جودولفين في الأصل هدية من باي تونس إلى ملك فرنسا ولكنه لصغر حجمه بيع عدة مرات حتى وصل إلى بريطانيا وهناك اعتقاد واسع بأن أصله ليس عربي وإنما من السلالة البربرية المنتشرة في بلاد المغرب، فصفاته تجعله يرتبط بهذه السلالة أكثر من ارتباطه بالخيل العربية، في أحسن الأحوال يمكن اعتباره هجين بين السلالتين.
أما الفحل الثالث فقد كان “بيرلي ترك” التركي من سلالة هي أصلا طورت من تلاقح الخيول التركية والعربية، وقد كان ضمن الغنائم التي استولى عليها الأوروبيون بعد معركة بودا ضد العثمانيين حوالي العام 1686.
قام المربون الإنجليز بملاقحة الفحول الثلاثة بثلاث أفراس إنجليزية، وكانت النتيجة أكثر مما حلموا به وأكبر من توقعاتهم فقد رزقوا بمواليد في غاية الروعة والقوة والسرعة والذكاء ومن ذوات الدم الحار، ثم قاموا بتزويج الخيول الناتجة من الملاقحة الأولى فيما بينها وزاوجوا الجيل الثاني فيما بينها وهكذا دواليك، فانتجت سلالة خيل جديدة مخصصة للسباق.
أطلقوا على السلالة الجديدة اسم ثوروبرد (Thoroughbred) وتعرف باللغة العربية باسم “الخيول المهجنة الأصيلة” وهي الخيول الرسمية التي نراها تركض في سباقات الخيل العالمية وهي صناعة قدر حجمها عام 2022 بحوالي 400 مليار دولار.
ومن أشهر الخيول المهجنة الأصيلة هو الحصان “سكريتاريت” الذي حقق عام 1973 رقما قياسيا لم يستطع أي حصان أن يكسره إلى هذا اليوم.


