الأحد, نوفمبر 23, 2025
Google search engine
الرئيسيةصورة ومعلومةسلسلة صورة ومعلومة - 09

سلسلة صورة ومعلومة – 09

مهنة القياف

في العصر الحديث تستخدم الخارطة الجينية وتحليلات الحمض النووي (دي أن أي) في قضايا إثبات النسب وما شابه، ولكن كيف تصرف الناس في هذا الشأن قديما قبل ظهور العلوم الحديثة؟

من المهن الضاربة في القدم مهنة “القيّاف” أو “القائف” وهو الشخص الذي يعرف نسب الأنسان بالنظر عن طريق التدقيق في تفاصيل الوجه والجسم والأطراف ولا يقتصر ذلك على البشر بل أيضاً على الحيونات وخاصة الخيل والإبل التي يعتني مربوها بتوثيق أنسابها.

ومن المهام التي يقوم بها القيّاف أيضا هي تتبع أو قص الأثر، حيث كان القيّاف يستطيع تحليل آثار الأقدام على الرمال أو الطرقات ومعرفة هوية صاحب الأثر إن كان رجلاً أم إمرأة، كما طوّر بعضهم مهارات تمكنّهم من معرفة إن كان الأثر لأنثى بِكر أم ثيب.

ومن الأسماء التاريخية المشهورة في هذا الشأن الصحابي “مجزِّز المدلجي” الذي كان عسكرياً ماهرا أيضا، و”الأفعى الجرهمي” الذي عاش قبل الإسلام واشتهر في فض نزاع أبناء نزار بن معد بن عدنان -الجد الثامن عشر للرسول صلى الله عليه وسلم- حين اختلفوا في تقسيم الإرث، حيث استطاع أن يحكم بينهم بناءً على تحليله لأثر بعير، مما يدل على مكانته في علم القيافة.

وفي العصر الحديث اشتهر كل من خميس بن رمثان وقريان الهاجري وكانا من الأدلة البدو الذين ساعدوا في التنقيب عن النفط في المملكة العربية السعودية، وامتازا بقدرة خارقة على تتبع الأثر وتحديد المواقع في صحراء الربع الخالي اعتماداً على الفراسة وبدون الاستعانة بأي جهاز تحديد مواقع أو ما شابه.

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

احدث التعليقات