يسود اعتقاد لدى معظم شعوب الأرض أن طائر النعامة يدفن رأسه في الرمال عندما يشعر بالخطر ويظن أنه عندما يفعل ذلك وتنحجب عنه الرؤية لا يمكن للضواري أن تراه، حتى أنه في لغات عدة ومنها اللغة الإنجليزية، أصبحت عبارة “يدفن رأسه في الرمال” عبارة استعارة للدلالة على الوهم أو الهروب من الواقع.
ولكن في حقيقة الأمر، النعام لا تفعل ذلك وليس ذلك لا من عاداتها ولا من طبائعها، بل أن هذا الطائر ليس من النوع الذي يدير ظهره لوحوش البرية أصلاً، حيث أنه يمتاز بجسم ضخم وركلة قاتلة وسيقان طويلة تمكنه من الركض بسرعة تصل إلى 70 كلم في الساعة مما يجعله أسرع طائر على ظهر الأرض.
ويُرجع علماء الأحياء هذه الفكرة الخاطئة إلى كتابات الكاتب الروماني “بليني الأكبر” الذي عاش في القرن الأول الميلادي، والذي لم يعتمد على مشاهداته بل كان يستقي معلوماته عادة من شهادات المسافرين وروايات الجنود الذي خدموا في بلدان بعيدة عن روما القديمة حيث عاش.
ويعتقد العلماء أن هذا الاعتقاد الشعبي الخاطئ تولد من بعض عادات طائر النعام مثل المشي مع خفض الرأس لمستوى التربة للبحث عن الطعام وعندما يقوم بذلك يبدو للناظر من بعيد وكأنه يدفن رأسه في الرمال.
الأمر الآخر، تضع أنثى النعام بيضها في حفرة وترقد فوقها كما هو موضح في الصورة، وتقوم من حين لآخر بمد رأسها داخل الحفرة لتفقد البيض وتقليبه وبذلك تبدو وكأنها تدفن رأسها في الرمال..


