الأحد, نوفمبر 23, 2025
Google search engine
الرئيسيةأخبار وتقاريرسفاري سراييفو وظلمة النفس البشرية

سفاري سراييفو وظلمة النفس البشرية

فتح المحققون الإيطاليون تحقيقاً جنائياً بحق أثرياء إيطاليين شاركوا في رحلات سفاري إلى العاصمة البوسنية سراييفو أثناء الحرب على البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، وشاركوا في جرائم منها القتل العمد للأطفال البوسنيين المسلمين.

وتقول المعلومات التي تسربت عن التحقيقات أن أولئك الأثرياء كانوا يدفعون أموالاً طائلة للقوات الصربية لتمكنهم من ممارسة عملية قنص المدنيين البوسنيين وأصبح الإعلام الغربي يطلق عليهم اسم “سائحو الحرب”.

ويأتي التحقيق على خلفية فيلم وثائقي بعنوان “سراييفو سفاري” عرض عام 2022 وورد فيه معلومات عن أثرياء إيطاليين كانوا يمارسون ما يشبه عمليات “قنص البشر” من أجل المتعة الشخصية.

يذكر أن تلك الممارسات كانت أثناء حصار صرب البوسنة لمدينة سراييفو التي يسكنها مسلمون والذي استمر 1452 يوماً أي ثلاث سنوات وعشرة أشهر وثلاثة أسابيع وثلاثة أيام بين 5 نيسان/أبريل 1992 و29 شباط/فبراير 1996.

السيدة بنجامينا كارج بدأت تحرك قانوني ضد “سائحي الحرب” واستند إليه الإدعاء الإيطالي

وقد نتج عن الحصار تدمير 65% من مدينة سراييفو ومقتل حوالي 11 ألف وخمسمائة شخص، وطبقا لتقرير منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة فإن 40% من أطفال سراييفو تعرضوا للقنص بشكل عام.

وتشير الوثائق التي بحوزة محققي الإدعاء العام الإيطالي أن المشاركين في “حفلات القتل” كانوا من إيطاليا والولايات المتحدة وروسيا وأماكن أخرى مما يثير تساؤلات حول ولاية القضاء الإيطالي على غير الإيطاليين.

وبحسب المعلومات المتوفرة من أقوال الشهود عن وجود قائمة أسعار كان المشاركون في حفلات السفاري يدفعونها وأغلى فئة هي فئة الأطفال أما كبار السنة فيمكن السماح بقنصهم وقتلهم مجاناً وتصل تلك الأسعار إلى مائة ألف دولار.

وكان القنص يتم في جزء محدد في شارع من شوارع مدينة سراييفو والتي يكون فيها المشاة في حالة انكشاف تام وليس هناك ما يعصمهم من الرصاص، ورغم مشاركة عربات القوات الأممية في حماية المشاة في تلك البقعة من وقت لآخر فقد استطاع “سائحو الحرب” قتل عدد غير محدد من البوسنيين.

أما عن دوافع المشاركة في حملات القنص ضد مسلمي البوسنة فيقدر أنها كانت إلى جانب المتعة الشخصية الانحياز لصرب البوسنة والتعطش الشخصي لسفك الدماء وخاصة دماء أشخاص من دين آخر.

ويسعى الإدعاء الإيطالي في مدينة ميلان بشمال إيطاليا إلى تحديد هويات الإيطاليين الذين شاركوا في تلك الرحلات وتوجيه تهمة “القتل الاختياري بدافع القسوة والخسة”.

جدير بالذكر أن القضية بشكلها العام ليست بالجديدة ولكنها أخذت زخماً أكبر هذه المرة بفضل تحرك قانوني أطلقته عمدة سراييفو السابق السيدة بنجامينا كارِج استفاد منه المحققون الإيطاليون في مطاردة المتورطين في “سفاري سراييفو“..

المصدروكالات
المادة السابقة
مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

احدث التعليقات